شرح رسالة أبو زيد القيرواني
فصل: عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة
بعد ذلك يقول: وأن خير القرون القرن الذين رأوا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-. هاهنا ذكر ما يتعلق بالصحابة، لماذا؟ لما أن الرافضة نشئوا في آخر القرن الأول، أو وسطه وغَلَوْا في علي اسم> -رضي الله عنه- كانوا يسمعون بعض أمراء بني أمية اسم> كالحجاج اسم> يلعنون عليا اسم> على المنابر فيحزنهم ذلك؛ لأنهم كانوا يحبونه؛ لأنه علَّم كثيرًا منهم، فيسمعون لعنه وشتمه.
فقالوا: لا بد أن نذكر فضائله ولو كذبًا! فصاروا يذكرون فضائل له مكذوبة ليست ثابتة؛ فعند ذلك يسمعهم تلاميذهم يقولون: إذا كانت هذه فضائله؛ يعني فيها مبالغة، فكيف مع ذلك قُدِّمَ عليه أبو بكر اسم> وعمر اسم> وعثمان اسم> في الخلافة؟ فقالوا: لا بد أن نكذب ونقول: إنهم مغتصبون! وأن الصحابة الباقين خائنون؛ حيث إنهم كتموا وصية النبي-صلى الله عليه وسلم-؛ وإلا فإن عليا اسم> هو الوصي، وهو الإمام، فَعَلَى هذا لا بد أننا نكذب ونَسُبُّ أبا بكر اسم> وعمر اسم> وعثمان اسم> والصحابة جميعا؛ لأنهم ظلموا عليا اسم> ولأنهم أخذوا حقه، ولأنهم استولوا عليه دون أن يكون لهم حقٌّ في الخلافة!! ظلموه.
فعند ذلك أخذوا يكذبون أحاديث شنيعة يذكرونها في مسبة أبي بكر اسم> وعمر اسم> ويحملون على ذلك كثيرًا من الآيات.
فمن ذلك قولهم: رسم> تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ قرآن> رسم> أبو بكر اسم> وعمر اسم> ؛ يدا أبي لهب اسم> أبو بكر اسم> وعمر اسم> ومن ذلك قولهم: رسم> يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ قرآن> رسم> الجبت والطاغوت: أبو بكر اسم> وعمر اسم> وهكذا لعنهم الله، ثم إنهم يَلْعَنُون أبا بكر اسم> وعمر اسم> وعثمان اسم> وبقية الصحابة لَعْنًا شنيعًا ويسبونهم.
فلما كان كذلك كان أهل السنة لا بد أنهم يذكرون فضائل أبي بكر اسم> وعمر اسم> ويذكرون فضائل الصحابة ردًّا عليهم؛ لما أنهم نشئوا وجاءوا بهذه المقالات الشنيعة.
مسألة>